تردد على أسماعنا في الفترة الأخيرة مصطلح قد يبدو للبعض جديدا والكثير قد سمع به أو قرأ عنه في السابق، ألا وهو مصطلح الذكاء الاصطناعي AI و أهمية الذكاء الاصطناعي، ذلك المصطلح الذي يفرض نفسه وبقوة على حاضر الساحة الرقمية ومستقبلها أيضا.
فهل تعرف ماذا يعني الذكاء الاصطناعي وهل قرأت مسبقا عن أهميته أو استخداماته؟
في البداية هيا بنا نتعرف على معناه ببساطة ثم نبذة تاريخية عن نشأته :
ما هو الذكاء الاصطناعي :
الذكاء الاصطناعي بمفهومه الشائع يشير إلى قدرة الحاسب الآلي أو الآلات المختلفة على محاكاة قدرات العقل البشري والتعلم من الأمثلة والتجارب والتعرف على الأشياء وتعلم اللغة والاستجابة لها واتخاذ القرارات وحل المشكلات وغيرها من المهارات . ويفترض أن هذه المهارات تؤهل أي جهاز آلي لتأدية وظائف يقوم بها الانسان مثل خدمة مريض في مستشفى او التحكم في قيادة السيارة. وغيرها الكثير من المجالات التي يمكن التطبيق عليها مثل الروبوتات والطائرات بدون طيار.
أما المصطلح نفسه فيعود تاريخه إلى عام 1950 عندما قدَّم العالم البريطاني” آلان تورنج ” بحثا ناقش فيها كيفية تصنيع آلات ذكية واختبار ذكائها، وذلك نتيجة الإلهام من فكرة أن العقل البشري يستطيع استخدام المعلومات المتاحة، والمعطيات التي لديه في حل المشكلات، واتخاذ القرارات، والتعامل مع الأحداث.
ثم في عام 1954 تم صناعة أول روبوت على يد المهندس “جورج ديفول” وكانت مهمة الروبوت هي التقاط الأجسام الثقيلة وتحريكها من مكان إلى آخر، وتم تطوير مهامه للمساعدة في لحام المعادن.
وما بين عامي 1957 و1974، بدأ مصطلح الذكاء الاصطناعي بالانتشار وخاصة في مجال الحاسب الآلي والتكنولوجيا، وبدأ التنافس على امتلاك قواعد البيانات، بالإضافة إلى تحسين خوارزميات التعلم الآلي، حتى وصل الذكاء الاصطناعي إلى ما وصل إليه اليوم من تطور كبير.
أنواع الذكاء الاصطناعي :
وخلال ما نشاهده حاليا من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الحالية فإنها تنقسم بناء على القدرة والكفاءة إلى ثلاثة أنواع وهي:
أولًا: الذكاء الاصطناعي المحدود أو الضيق :
الذكاء الاصطناعي المحدود هو أحد الأنواع المخصصة التي يكون الحاسب أو الآلة من خلالها قادرًا على أداء مهام محددة فقط وبقدرات محدودة. ومن أشهر أمثلة هذا النوع (Siri) التي استخدمتها شركة APPLE ، بالإضافة إلى السيارات ذاتية القيادة، وبرامج التعرف على الصوت والصورة، ولعبة الشطرنج وغيرها من الأمثلة والتطبيقات.
ثانيًا: الذكاء الاصطناعي العام:
هنا للذكاء الاصطناعي قدرة على تأدية المهام الفكرية بكفاءة عالية تقترب من قدرات الإنسان، والقدرة على التفكير الذاتي دون تدخل خارجي كما يعد تصميم هذا النوع من الذكاء أصعب بكثير من الذكاء الاصطناعي الضيق.
ثالثًا: الذكاء الاصطناعي الفائق:
هذا النوع من الذكاء هو الأكثر تقدمًا وذكاءً، بل أحيانا يتفوق على الذكاء البشري، و يحتوي هذا النوع على عدة خصائص مهمة مثل: التفكير، وحل العقد، والمشكلات بناءً على ما لديه من معطيات واتخاذ القرارات، والتعلم الذاتي وغيرها.
أهمية الذكاء الاصطناعي:
وبعد ان تعرفنا على أنواع الذكاء الاصطناعي هيا نقرأ سويا عن أهمية الذكاء الاصطناعي في حياتنا :
لاشك ان الذكاء الاصطناعي أهمية في حياتنا اليومية حتى مع اختلاف مجالات اعمالنا المختلفة أو حتى في حياتنا الشخصية
ما نهتم به في تكنوكلاس هو مجال التعليم وفي الحقيقة سنفرد مقالا كاملا عن كيفية استخدام أدوات الذكاء الصناعي في العملية التعليمية من خلال نماذج عملية لبعض الأدوات, ستكون محور مقالاتنا على مدار الفترة القادمة أن شاء الله .
هو مجال التعليم وفي الحقيقة سنفرد مقالا كاملا عن كيفية استخدام أدوات الذكاء الصناعي في العملية التعليمية من خلال نماذج عملية لبعض الأدوات, ستكون محور مقالاتنا على مدار الفترة القادمة أن شاء الله .
من استخدامات تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثلا هو مجال صناعة السيارات حيث يتم فيها استخدام برنامج القيادة الذاتية من جوجل الذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقليل نسبة الحوادث وتخفيف الازدحام المروري.
كما يؤثر أيضا الذكاء الاصطناعي على مستقبل كل قطاع الصناعة بشكل كبير ويعد هو المحرك الأساسي لجميع التقنيات الناشئة مثل جمع البيانات الضخمة والروبوتات وإنترنت الأشياء.
وما نلاحظه أيضا أن الذكاء الاصطناعي بيتطور بسرعة متزايدة في مجال الصحة ويرافق ذلك زيادة كبيرة في كمية البيانات والتحديات في ما يخص التكلفة ونتائج المرضى.
كما يزيد الذكاء الاصطناعي من كفاءة رواد الأعمال والمشاريع الريادية وسرعة تنفيذها ويزيد من قيمتها ويساهم في تطور الأعمال باستمرار وهذا ما تحتاجه معظم شركات ال ستارت أب في مراحلها الأولى.
ومن الحقائق الغريبة عن الذكاء الاصطناعي التي ستعطي المقال بعض المتعة والفائدة في نفس الوقت هي النقاط التالية :
1- قد يكون الذكاء الاصطناعي أكثر ذكاءً من البشر: كما نعلم أنه يمكن للذكاء الاصطناعي تعلم أي شيء بسرعة، مما يعني أن ذكاءه آخذ في الزيادة مثلا في عام 2013، كان لدى الذكاء الاصطناعي نفس ذكاء طفل يبلغ من العمر 4 سنوات. اما بحلول عام 2029، سيكون للذكاء الاصطناعي نفس مستوى ذكاء البشر البالغين.
2- للذكاء الاصطناعي جنسيات وجوازات سفر: حصلت صوفيا وهي إنسان آلي شبيه بالبشر على الجنسية في المملكة العربية السُّعُودية من عدة سنوات. لقد أثار الجدل حيث تساءل الناس عما إذا كان يجب أن تتمتع الروبوتات بحقوق أم لا.
3- سنجد أن معظم روبوتات الذكاء الاصطناعي من الإناث: تشير الدراسات إلى أن معظم الناس يفضلون صوت الأنثى على صوت الذكر. ذلك لأنه إذا سألت مساعدين صوتيين مثل Alexa و Siri سؤالاً، فسيتم الرد عليك بصوت امرأة لطيف ومهذب.
4- هل يمكن أن نمتلك حيوانا أليفا بالذكاء الاصطناعي: على الرغم من أن الحيوانات الأليفة الحقيقية جميلة، ولكن وفقًا لمطوري برامج الحيوانات الأليفة فلها بعض المشكلات، حيث يجب الاعتناء بها ورعايتها وإطعامها وتنظيفها. لذلك ستكون الحيوانات الأليفة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي روبوتات تبدو وتشعر وتتصرف كحيوان حقيقي ولكنها تقضي على مثل هذه المشكلات التي يواجهها أصحابها.
5-هل يمكن للبشر تطوير علاقة اجتماعية مع الذكاء الاصطناعي: يعتقد خبراء المجال أن الزواج بين البشر والروبوتات سيصبح قانونيًا بحلول عام 2050. اما في الوقت الحالي الروبوتات ليست متقدمة بما يكفي لهذا الاستخدام.
وحتى لا نطيل عليكم .. نكتفي بهذ القدر في هذا المقام
وسنركز في الجزء الثاني إن شاء الله على الذكاء الاصطناعي والتعليم حيث نعلم جميعا أن هناك ثلاثة محاور في العلاقة بينهما حيث أن المجال الأول هو التعلم عن الذكاء الاصطناعي كعلم، ثانيا التحضير للذكاء الاصطناعي ويُعنى بتمكين جميع الطلاب في كل الأعمار من فهم استخداماته ، والمجال الثالث هو التعلم باستخدام الذكاء الاصطناعي ويتضمّن ذلك الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي ستفيد جميع المعلمين والمدربين في توفير الوقت والجهد لانجاز أعمالهم بما يعود بالنفع على جميع الطلاب.
لذلك من المتوقع أن ترتفع قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في صناعة التعليم إلى 10.38 مليار دولار بحلول عام 2026م. حيث ظهر تنوع كبير في التطبيقات التي سنحتاجها بكثرة في الوقت الحالي للقيام بأكثر من مهمة في مجال التعليم العام والجامعي.
كما سنتحدث أيضا عن إيجابيات وسلبيات أدوات الذكاء الاصطناعي . ويعض المعايير الأخلاقية التي يجب مراعاتها عند استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وغيرها من الأفكار الجديدة.