مقدمة
تحظى التنمية المهنية المستدامة للمعلم بأهمية كبيرة وخاصة في عصر التحول الرقمي و الذكاء الاصطناعي وذلك بهدف مسايرة التقدم التكنولوجي في عصر الذكاء الاصطناعي والانفجار المعرفي الذى يفرض مستوى عالي من الأداء العلمي والعملي خاصة فى مجال التعليم الرقمي. |
إن مفهوم التنمية المهنية المستدامة للمعلم هو أحد المفاهيم التربوية نسمعها بقوة في الوقت الحالي ، وذلك لأنها تعد من المستجدات في أساسيات تحسين عمليتي التعليم والتعلم ، كما أنها الوسيلة الأساسية التي تمكّن المعلم من التعامل مع مجتمعه وطلابه حيث لابد من إحاطة المعلم بما يستجد في مادة تخصصه حتى يكون ملما بكل ما هو جديد يساعده على جعل مادة تخصصه مسايرة للتطورات الحديثة.
ونظرا لحالة التحول الرقمي الكبيرة التي فرضت نفسها على مجال التعليم بعد أزمة كورونا أصبح من الضروري أن يحافظ المعلمين والمدربين على مستوى متجدد من المهارات الرقمية بل طرائق التعليم الحديثة والتقنيات التربوية. |
لذلك بدت التنمية المهنية أكثر ضرورة من أجل توفير الخدمة التربوية اللازمة للمعلم، والتي تتضمن تزويده بمواد التجدد في مجالات العملية التربوية، وبالمستجدات في أساليب وتقنيات التعليم والتعلم، وتدريبه عليها وإجراء البحوث الإجرائية، واستيعاب كل ما هو جديد في النمو المهني من تطورات تربوية وعلمية.
مفهوم التنمية المهنية المستدامة :
وقد تعددت مفاهيم التنمية المهنية بتعدد وجهات النظر حولها . أما ما يخص مفهوم عنوان مقالنا اليوم فقد تم تعريف
التنمية المهنية المستدامة للمعلمين بأنها تلك الجهود المنظمة والمستمرة لتطوير كفايات وقدرات المعلم في إطار مهنته بهدف زيادة فاعلية أدائه وتحسين ظروف عمله ورفع مستوى الإنتاجية لديه.
وبكل بساطة فإن التنمية المهنية هي تلك العملية التي تستهدف ما يلي :
1ـ إضافة معرفة مهنية جديدة .
2ـ تنمية المهارات المهنية .
3ـ تنمية وتأكيد القيم المهنية الداعمة للسلوك .
4ـ تمكن المعلم من تحقيق تربية فعالة لطلابه .
التنمية المهنية للمعلم والاتجاهات المعاصرة
يشهد العالم اليوم تطوراً معرفياً وتكنولوجياً متسارعا لذا وبشكل عام يجب على كل عامل وموظف مواكبة هذا التطور حتى يستطيع التفاعل مع متطلبات سوق العمل الجديدة. ولأن عملية التعلم والتعليم تشكل عنصراً أساسيا في إحداث هذا التطور ونظراً لما يمثله المعلم من أهمية باعتباره الركن الأساسي من أركان النظام التربوي فان أهم الدعائم التي تركز عليها فلسفه التربية تكمن في تهيئه المعلمين وإعدادهم وتطويرهم بصورة مستمرة لتلبيه حاجات المجتمع الضرورية والارتقاء بالمستوي التعليمي وتزويدهم بالخبرات التي تؤهلهم للعمل التربوي المتميز.
وتعتبر التنمية المهنية للمعلمين مطلباً ملحاً في ظل المسؤوليات والأدوار الجديدة الملقاة على المعلمين، بسبب التطور في العلوم والتقنيات التعليمية، مما دعا للحاجة إلى وجود أساليب تتصف بالكفاءة والجودة لتنمية مهارات المعلمين وتلبي حاجاتهم في الميدان التربوي. لذا ستستعرض السطور القادمة لأهمية التنمية المهنية وأهدافها ومجالاتها وكيفية وضع آلية صحيحة لتحقيقها بشكل مستدام.
ما أهمية التنمية المهنية المستدامة للمعلم؟
أولا : تحسين وتطوير الاداء المهنى للمعلم، وتحسين مستوى ادائه، واكسابه مهارات وقدرات التعامل مع التكنولوجيا الحديثة ومهارات التخطيط .
ثانيا : اطلاع المعلمين على أحدث النظريات التربوية والنفسية وتطبيقاتها التربوية في إطار الميدان التربوي.
ثالثا: زيادة الخبرات والممارسات لدى المعلم بما يمكنه من اتخاذ القرارات السليمة بشكل صحيح.
رابعا: تنمية قدرة المعلم على التفكير العلمي السليم والوصول الى الحقائق العلمية .
خامسا : زيادة الحصيلة الفكرية والعملية في مجال تخصص كل معلم .
أهداف التنمية المهنية للمعلمين:
تحقق التنمية المهنية للمعلم مجموعة من الأهداف أهمها :
- تعميق الالتزام بأخلاقيات مهنة التعليم والتعلم والتقيد بها.
- مواكبة المستجدات في مجال التخصص وتطبيقه بشكل عملي .
- مواكبة كل جديد في مجال نظريات التعليم والتعلم والعمل علي تطبيقها لتحقيق الفعالية في التعلم.
- ترسيخ مبدأ التعلم المستمر والتعلم مدي الحياة والاعتماد على اساليب التعلم الذاتي.
- الربط بين النظرية والتطبيق في المجالات التعليمية.
- تمكين المعلم من مهارات استخدام مصادر المعلومات والبحث عن كل ما هو جديد ومتطور.
- تنمية مهارات توظيف تقنيات التعليم المعاصرة واستخدامها في ايصال المعلومة للمتعلم بشكل فاعل.
- المساهمة في تكوين مجتمعات تعلم متطورة تقدم خدمات فاعلة للمجتمع.
- تطوير كفايات ومهارات التقييم بأنواعها وخصوصا مهارات التقييم الذاتي .
- المساهمة بشكل فاعل في معالجة القضايا التعليمية بأسلوب علمي ومتطور.
ما مجالات التنمية المهنية للمعلمين؟
- التطوير والتجديد المستمر في المجال الأكاديمي التخصصي.
- مجال العلاقات الإنسانية والإرشاد والتوجيه الطلابي والتفاعل والتواصل في المواقف التعلمية.
- مجالات تقييم وتقويم المتعلمين وتطبيق أساليب التقييم الحديثة.
- مجال البحث العلمي والإشراف الإداري و الأكاديمي.
- مجال توظيف تقنيات المعلومات والاتصالات في المجال التعليمي.
- مجال التنمية والتطوير الذاتي والتقويم الذاتي.
- مجال الالتزام بأخلاقيات المهنة وتعديل السلوكيات والاتجاهات في إطار العمل التربوي.
- مجال الأداء التدريسي واستخدام كل ما هو معاصر ومتطور في ايصال المعلومة.
- مجالات تصميم المناهج التعليمية وتطويرها وفق المستجدات المعاصرة في المعرفة .
آليات التنمية المهنية للمعلم:
أولا : التنمية المهنية للمعلم من خلال برامج التدريب والتطوير أثناء الخدمة.
ثانيا : التنمية المهنية للمعلم من خلال آليات التطوير الذاتي:
* التطوير الذاتي من خلال الحقائب التعليمية والتدريبية.
* التطوير الذاتي من خلال التعليم المبرمج.
ثالثا : التنمية المهنية للمعلم من خلال التقنيات المعاصرة:
* التطوير الذاتي من خلال برمجيات الحاسوب.
* التطوير الذاتي من خلال التعليم الإلكتروني.
* التطوير الذاتي من خلال التعليم عن بعد.
كيفية تطبيق عملية التنمية المهنية المستدامة داخل المؤسسات التعليمية؟
لضمان سير هذه العملية التنمية بشكلٍ مناسب وتحقيق أهدافها يجب تشكيل فريق عمل في المدرسة أو المؤسسة التدريبية تحت مسمّى ( فريق التنمية المهنية ) يتولّى أعضاء هذا الفريق مهام التخطيط والتنظيم والمتابعة والتقويم لنشاطات وفعاليات التنمية المهنية المدرسية. ومن النقاط الأساسية التي يجب مراعاتها في خطة التنمية المهنية للمعلمين :
اولا : الوقوف على مستويات المعلمين من خلال زيارتهم في الفصول و إعداد وتنفيذ جدول لتبادل الزيارات في الفصول بين أعضاء الهيئة التدريسية وتنفيذه.
ثانيا: حث المعلمين على الاشتراك في الدورات التدريبية حسب حاجة كل معلم و توفير الكتب العلمية والتربوية الحديثة في مكتبة المدرسة كمراجع لهم.
ثالثا: الإشراف على إعداد المعلمين للدروس النموذجية، وحثهم على الإبداع والابتكار فيها مع تكثيف الزيارات للمعلم المستجد أو منخفض الأداء.
رابعا : عقد حلقات النقاش وورش العمل، للرفع من كفاءة المعلم وتكثيف الاجتماعات الفنية والإدارية لمناقشة كل ما يتعلق بالعملية التربوية.
خامسا: تدريب المعلمين على التنمية الذاتية بالقراءة والاطلاع والبحث العلمي .
سادسا : تقويم منجزات المعلمين من خلال ملف إنجاز المعلم.
سابعا: المتابعة والتقويم المستمر لتحقيق الأهداف المرجوة من الخطة.
ولاشك أن كل مرحلة في حياة المعلم تحتاج خطة وبرنامج تطوير تختلف عن المراحل الأخرى كما تختلف باختلاف الهدف امراد منها أيضا ومن أنواع برامج التنمية المهنية مثلا :
أولا : برامج العلاج المهني:
تكون لوجود جوانب من القصور لدى بعض المعلمين سواء من الناحية الشخصية أو الفنية أو الإدارية أو التربوية.
ثانيا : برامج الترقي المهني :
تعقد هذه البرامج للمرشحين إلى مناصب إدارية بهدف تعريفهم بمتطلبات العمل الجديد.
ومن أجل تحقيق الأهداف المرجوة من الخطة وتنفيذها أيا كان نوع برنامج التطوير المهني المنفذ فإنه يجب توفير عدة شروط منها :
1- تحديد قائمة بمعايير معتمدة للتنمية المهنية لأداء المعلم واطلاعه عليها.
2- مراجعة عناصر تقويم الأداء الوظيفي للمعلم ليتماشى مع معايير التنمية المهنية.
3- التكامل بين مؤسسات إعداد المعلمين ووزارت التعليم لإعداد المعلم وتزويده بالتغذية الراجعة.
4- تحسين دافعية المعلمين نحو التدريب المستمر أثناء الخدمة من خلال توفير الحوافز المادية والمعنوية.
5- محاسبة وإنذار المعلمين المقصرين وإعطاءهم مهلة محدودة لتعويض القصور.
وكالعادة عند معاقبة المقصرين ستجد تحديات كثيرة منها ما هو خارج عن إرادة المعلمين ومنها ما هو بأيديهم فعلى سبيل المثال من معوقات تنفيذ برامج التطوير المهني المستدامة :
1- ضعف مستوى برامج التنمية المهنية.
2- الخوف من التغيير ومعارضته.
3- عدم توافر المعلومات المفيدة عن برامج التنمية المهنية.
4- عدم الرغبة في العمل الجماعي.
5- غياب الرؤية المستقبلية لدى المخططين.
6- ضعف الحوافز المادية والمعنوية.
وفي نهاية المقال نؤكد دوما أننا في القسم العلمي بشركة تكنوكلاس داعمين بكل قوة ما يخص تقليص الفجوة بين التقدم الرقمي المتسارع وبرامج التطوير المهني للعاملين في الميدان التعليمي وخاصة الرقمي منه حيث لا شك في أهمية استخدام تكنولوجيا التعليم في نمو المعلم ودوره في تطوير المؤسسة التعليمية.
لذا يمكنكم متابعة برامجنا وفعاليتنا التدريبية المجانية المستمرة للاستفادة منها في برامج التطوير المهني الخاصة بكم
حيث أن التنمية المهنية تعتبر مهمة جدا لذا يجب التخطيط لها بشكل جيد من أجل الوصول بفريق التدريس في أي مؤسسة إلى أفضل المستويات كما أن الاهتمام بإدراج أنشطة تكنولوجية في خطة تنفيذ التنمية المهنية يعتبر شيئاً مهماً وسيؤدى حتماً الى نجاح المنظومة التعليمية بأكملها.