اصبح لابد من استخدام تقنيات التعليم الحديثة حيث يختلف الطلاب في قدراتهم واستعداداتهم وطرق بنائهم للمعرفة وبالتالي في توظيفهم لها ، كما يختلف الطلاب في توظيفهم للحواس في التعلم، مراعاةً لهذه الفروق وحفظًا لحقوق الأفراد في التعلم بالطريقة التي تناسبهم.
التعلم التكيفي هو أحد الاتجاهات الحديثة التي يتم توظيفها في بيئات التعليم الإلكتروني حيث كان من المهم الاستفادة من تكنولوجيا التعليم في كيفية إدارة تعلم متنقل متكيف مع أنماط تعلم الطلاب ، ودخل مصطلح التعلم التكيفي العملية التعليمية تقنيًا في أواخر عام 2012م من قبل مجلس المدارس العالمي بلندن في عدة أنواع من الأنظمة التعليمية مثل الوسائط الفائقة المتكيفة وأنظمة الدروس الذكية والاختبارات التكيفية المحوسبة.
ويمكن اعتبار التعلم التكيفي ابتكارا يهدف إلى تغيير القواعد في التعليم، حيث كانت بدايته فقط في البرامج العلاجية للطلاب في مجالات مثل الرياضيات والهندسة والعلوم من خلال استخدام أدوات تقنية متطورة.
التعلم التكيفي هو أسلوب في التعليم يتم من خلاله استخدام أجهزة أو أدوات تعليمية محددة بطريقة تلبي الاحتياجات التعليمية المحددة للأفراد.
وبمعنى آخرالتعلم التكيفي هو طريقة تعليمية تستخدم خوارزميات الكمبيوتر لتنظيم التفاعل مع المتعلم وتقديم الموارد المخصصة وايضًا أنشطة التعلم لتلبية الاحتياجات المختلفة لكل طالب. تقوم أجهزة الكمبيوتر بتكييف عرض المواد التعليمية وفقًا لاحتياجات تعلم الطلاب، و اللتي تُستمد من إجاباتهم على الأسئلة وقيامهم بالمهام و أيضًا خبراتهم. تشمل التكنولوجيا المستخدمة في التعلم التكيفي جوانب مستمدة من مختلف المجالات الدراسية بما في ذلك علوم الكمبيوتر ومؤخرا الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence .

تسعى أنظمة التعلم التكيفي إلى تحويل المتعلم من وضعية المستقبل السلبي للمعلومات إلى المتعاون في العملية التعليمية.
يمكننا تطبيق التعلم التكيفي من التعامل مع نوعيات كثيرة من الطلاب باختلاف أنماط وأساليب تعلمهم، مساعدة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، تلبية احتياجات الطلاب المتفوقين والموهوبين وكذلك ذوي صعوبات التعلم، تقديم المحتوى التعليمي بطرق تدريس ذكية وأكثر قدرة على التأقلم بشكل سريع مع البيئات التعليمية المحيطة والمختلفة.
فوائد التعلم التكيفى التي تميزه عن تقنيات التعليم الأخرى:
الهدف من التكييف هو موائمة المحتوى لاحتياجات المتعلمين المتباينة أو تفريد التعليم بحيث يتلقى كل متعلم المحتوى بطريقه تناسبه لذلك فإن ما يتكيف في العملية التعليمية هو المحتوى التعليمي، حيث يتم إعداده بطرق مختلفة تتناسب مع اختلافات أنماط وأساليب تعلم المتعلمين، وبالتالي تكييف طريقة عرض المحتوى، فيعرض نفس المحتوى على طالبين بطريقتين مختلفتين، فيعرض مثلاً بطريقة صوتية وسمعية للطالب صاحب الأسلوب السمعي، وبطريقة مرئية مصورة للطالب صاحب الأسلوب البصري.
من فوائد التعلم التكيفى :
1- يعزز التعلم المتمحور حول المتعلم ويسد احتياجاتهم.
2- دعم الطلبة المتميزين المهتمين بالتقنية.
3- دعم بعض الاحتياجات الخاصة والشخصية للمتعلمين.
4- يمكن الوصول الى المحتوى التعليمي في اي زمان ومكان.
5- يسهل التعاون من خلال الاتصال المتزامن وغير المتزامن.
6- خفض الحواجز الثقافية بين الطلاب والمدرسين باستخدام قنوات الاتصال المختلفة.
عناصر أساسية لنظم تقنيات التعليم الخاصة بالتعلم التكيفي:
المحتوى:
وهنا يلزم تنظيم موضوع محدد أو مجال المحتوى مع مخرجات التعلم المحددة بدقة مرفقة بتعريف المهام التي تحتاج إلى تعلمها، كما يلزم تحديد التسلسل المنطقي للمحتوى، علمًا بأن تغيير ترتيب المحتوى من طالب لطالب يعتبر جانبًا من جوانب التكيف.
المتعلم:
ولأن المتعلم هو المحور والأساس في التعلم التكيفي فإن قياس استجاباته وتفاعله مع المحتوى يعد أساس في قراءة نمط التعلم لديه ومستوى الاستعداد للتعلم، الخبرات القبلية، ما أتقنه وما فشل فيه بما يساهم في عملية التطوير المستمر والتكييف الدائم لبيئة التعلم.
النموذج الإرشادي:
وهو النموذج الخاص بتعريف النظام كيف يمكن للنظام اختيار محتوى معين لطالب معين في وقت معين، وهو يستند في عملية الاختيار على نموذجيْ المحتوى والمتعلم.
المعايير العامة في تصميم التعلّم التكيفي وفق تقنيات التعليم:
يمكن تحديد مجموعة من المعايير العامة المرتبطة بتصميم بيئات التعلم التكيفي فمثلا يجب :
- توفير أيقونة التعليمات والإرشادات في مكان بارز ببيئة التعلم التكيفية.
- سهولة الدخول والخروج من البيئة الإلكترونية.
- سهوله التجول داخل بيئة التعلم بما يتناسب مع خصائص المتعلمين.
- توفير أدوات المساعدة والدعم للطلابأثناء التعلم.
- سهولة ومرونة التعامل مع بيئة التعلم.
- توفير إمكانية التحكم في عرض المحتوى التعليمي.
- إمكانية التنقل بحرية داخل البيئة التعليمية.
- وجود دليل استخدام لبيئة التعلم التكيفي.
- أن تتوافر أدوات بحث داخل بيئة التعلم التكيفية.

- اشتمال بيئة التعلم على روابط لمصادر تعلم مختلفة.
- أن تكون تلك الروابط في أشكال مختلفة (نصوص – صور – فيديوهات) وغيرها.
- تنسيق العناصر على الشاشة بشكل منطقي.
- مصداقية النظام والبيئة التكيفية من حيث إمكانية تحديثه، والحفاظ على سرية وأمن المعلومات الخاصة بالطالب.
- التنوع في عرض المحتوى داخل بيئة التعلم التكيفية, بما يناسب عدد كبير من المتعلمين وأساليب تعلمهم صوت وصور وفيديو وروابط إبحار ورسوم متحركة.
- أن يكون هناك ملخص للمحتوى يساعد على تحقيق أهداف التعلم.
- تنوع الأنشطة التعليمية داخل بيئة التعلم.
بيئات التعلّم الإلكترونية التكيفية وتقنيات التعليم :
نعلم جميعا أن بيئات التعليم الإلكتروني التقليدية هي بيئات تقوم على تقديم المحتوى بواسطة مجموعة من الأدوات التكنولوجية المعتمدة على الإنترنت والوسائط الإلكترونية، دون مراعاة لنوعية واختلاف أساليب تعلم الطلاب المستخدمين لتلك البيئات.
تتضح الفروقات بين بيئات التعلم التكيفية وبيئات التعلم الإلكترونية التقليدية من خلال العديد من أوجه المقارنة في بعض الجوانب فمثلا:
أولا : أساليب عرض المحتوى
تقوم بيئة التعلم التكيفية على تنويع أساليب عرض المحتوى وفقاً لاختلاف أساليب تعلم المتعلمين، بينما بيئة التعلم الإلكترونية التقليدية تقوم بتقديم المحتوى بطريقة واحدة مدعمة ببعض الوسائط المتعددة فقط، وكأنها تخاطب المتعلمين جميعاً بأسلوب تعلم واحد.

ثانيا: إعداد المحتوى
في بيئة التعلم التكيفية يتم إعداد المحتوى بطريقة تكيفية، أي يتم تقديم نفس المحتوى بأكثر من طريقة حسب أسلوب تعلم المتعلمين التي تخاطبهم البيئة، فيتم إعداد المحتوى بالطريقة السمعية لتقديمه لطلاب ذوي الأسلوب السمعي، وإعداد نفس المحتوى بالطريقة البصرية لتقديمه للطلاب أصحاب الأسلوب البصري.
بينما في بيئة التعلم الإلكترونية التقليدية يتم إعداد المحتوى وتقديمه وكأنه مقدم لطالب واحد فقط.
ثالثا: سيناريو التعلّم الإلكتروني وفق تقنيات التعليم
في بيئة التعلم التكيفية يتم إعداد السيناريو بشكل يوضح طرق تقديم المحتوى لأساليب التعلم المحددة في إجراءات البحث فمثلا يختلف سيناريو البيئة المقدم للأسلوب السمعي عن المقدم للأسلوب البصري… بينما في بيئة التعلم الإلكترونية التقليدية يتم إعداد سيناريو ولوحات أحداث واحدة وبطريقة واحدة لجميع الطلاب.
رابعا: الفروق الفردية
تقوم بيئة التعلم التكيفية على مراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين أو المتدربين، وذلك بتبنيها مبدأ تنويع طرق تقديم المحتوى، بينما لا تراعي بيئة التعلم الإلكترونية التقليدية الفروق الفردية بشكل كبير بين المتعلمين
خامسا: الأنشطة التعليمية
تقدم الأنشطة التعليمية في بيئات التعلم التكيفية بشكل يتناسب مع كل أسلوب تعلم وفقاً لطبيعته، بينما في بيئات التعلم الإلكترونية التقليدية يتم تقديم الأنشطة التعليمية بشكل عام للطلاب جميعهم دون مراعاة لأنماط تعلمهم المختلفة.
وأخير يوجد بعض الاختلافات العامة التي يجب الانتباه لها جيدا كالتالي :
– يتم تصميم بيئة التعلم التكيفية بطريقة تسمح بتقديم نفس المحتوى بطرق متعددة.
– لابد أن تتوفر بيئة التعلم التكيفية على محتوى متعدد طرق التقديم و إلا أصبحت بيئة إلكترونية تقليدية.
– أثناء إعداد سيناريو التعلم في بيئة التعلم التكيفية لابد من توضيح الطرق المستخدمة لتقديم المحتوى مثل “سمعي، بصري، حركي، شمولي، تسلسلي، تأملي”… وفقاً لأساليب التعلم.
– يتم تقسيم العينة في البحوث العلمية التي تستخدم بيئات التعلم التكيفية وفقاً لأساليب التعلم المحددة بالدراسة من خلال استبيان معد لهذا الغرض، يتم تطبيقه على عينة البحث لتصنيفها وفقاً لأساليب التعلم المحددة سلفاً.

تحديات التعلم التكيفي :
تظهرعيوب التعلم التكيفي من خلال التحديات التى تواجه إمكانية تطبيقه أو سوء تطبيقه فعلى سبيل المثال :
*عدم توافر الأجهزة والبرمجيات اللازمة لإعداد المحتوى بأكثر من طريقة.
*عدم وجود خبرات تكنولوجية كافية لدى المعلم في كيفية استخدام أدوات إعداد المحتوى الرقمي.
*رفض أولياء الأمور تطبيقه، اعتقاداً منهم أنه مضيعة للوقت ولا يساهم في رفع قدرات أبنائهم.
*جمود فكر القائمين على العملية التعليمية يجعل من تطبيقه أمرا صعبا.
*تخوف البعض من سلبيات الأجهزة الرقمية على المتعلمين.
مستقبل التعلم التكيفي بين تقنيات التعليم المختلفة :
من خلال الدلائل والمؤشرات الحالية نستطيع أن نتنبأ بأنه في غضون خمس إلى عشر سنوات، ستصبح الكتب والدفاتر الورقية جزءاً من الماضي وستتحول التمارين في الصف والواجبات المنزلية إلى ألعاب وبرامج إلكترونية.
ومما لاشك فيه أن التعليم التكيفي سيقوم بمساعدة كل طالب في العثور على المحتوى الذي يحتاج إليه بالتحديد وبالصيغة التي يرغب فيها وفي الوقت المناسب، وذلك بالاستناد إلى أنماط استخدام سابقة.
التعلّم التكيفي Adaptive learning يلقى رواجاً أكبر اليوم مقارنة بالماضي ، وذلك لوجود برامج إلكترونية تعليمية تعدّل عرضها للمواد بين لحظة وأخرى وفق ما يدخله المستخدم. مما يجعلها بالفعل تحدث ثورة حقيقة في تعليم المستقبل .
يمكن تنفيذ أنظمة التعلم التكيفي على الإنترنت و استخدام هذه الأنظمة في التعلم عن بعد والتعاون الجماعي.
وخلال الوقت الذي يقضيه الطالب في تعلم مفهوم جديد يتم اختباره على قدراته وتقوم سجلات قواعد البيانات الخاصة بالطالب بتتبع تقدمه باستخدام أحد النماذج.
كما يمكن أيضا دمج التعلم التكيفي لتسهيل التعاون الجماعي داخل بيئات التعلم عن بعد مثل المنتديات أو خدمات مشاركة الموارد. تتضمن بعض الأمثلة عن كيفية مساعدة التعلم التكيفي في التعاون:التجمعات التلقائية للمستخدمين الذين يملكون اهتمامات مشتركة، وتخصيص الروابط إلى مصادر معلومات بناءًا على اهتمامات المستخدم المعلنة أو عادات تصفح المستخدمين.