كانت الثورة الرقمية هي كلمة السر في ظهور المحتوى الرقمي، إذ سهلت أجهزة الكمبيوتر والموبايل اكتشاف واسترجاع وإنشاء محتوى رقمي في كل مجالات المعرفة الممكنة، وازداد المحتوى الرقمي زخمًا مع ظهور الإنترنت واتساع نطاق استخدامه في أواخر التسعينيات، وسهولة الوصول إليه من قِبل الملايين حول العالم من مختلف الأعمار.
أدى الإنترنت إلى تراجع دور وشعبية منصات المحتوى التقليدية مثل: التلفاز والراديو والمطبوعات. وأصبح نافذة للمحتوى الرقمي حيث يمكن متابعة الأخبار ومشاهدة الفيديوهات، وقراءة الكتب حتى المشاركة الاجتماعية في قنوات التواصل الاجتماعي المتنوعة.
يشمل المحتوى الرقمي أي نوع من البيانات الرقمية بشكل عام، على سبيل المثال البيانات التي يشاركها الناس عبر منصات ومواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا)، والمدونات والفيديو والأعمال الدرامية، وحتى بيانات خرائط جوجل وأي بيانات تم تخزينها بشكل رقمي غير ملموس.
ما أنواع المحتوى الرقمي الأكثر شيوعاً؟
هناك عدة أنواع للمحتوى الرقمي منها على سبيل المثال :
المدونات:
يتجه معظم صناع المحتوى أو الشركات التي تهدف إلى التعريف عن خدماتها ومنتجاتها إلى كتابة المدونات التعريفية والتسويقية عن ما يقدمونه، وتأتي أهمية المدونات في إعطاء أفكار شاملة وواضحة عن المنتج أو الخدمة، فمعظم المواقع الإلكترونية اليوم التابعة لشركات ومؤسسات تضم مدونة تكتب في مجال اهتمام جمهور هذه الشركة.
كما يتجه صناع المحتوى لكتابة المدونات للترويج عن محتواهم، أو لإبراز خبرتهم، ومشاركة قصصهم المتنوعة، حيث تسمح المدونات لصناع المحتوى على مشاركة أفكارهم وآرائهم في مواضيع متنوعة.
الإنفوجرافيك:
وهو التمثيل المرئي للمعلومات بشكل مبسط ومختصر وجذاب، أي هو الرسوم البيانية التي تقوم بتوضيح المعلومات المرادة بصورة لافتة للنظر ومختصرة بأهم المعلومات المرادة.
يستعمل صناع المحتوى الإنفوجرافيك لغايات عديدة منها:
- تبسيط المعلومات.
- طريقة عرض جذابة للمعلومات.
- المقارنة بين المواضيع.
- سهولة نشر.
الإنفوجرافيك وتداوله عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الفيديو:
من أكثر أنواع المحتوى تداولاً وذلك بسبب وجود العديد من المنصات والتطبيقات التي سهلت الطريق على صناع المحتوى بإنتاج الفيديوهات التعليمية بأقل التكاليف وأسهل الطرق.
الكثير من صناع المحتوى يفضلون الفيديو لسرعة انتشاره وقدرة صانع المحتوى لإيصال فكرته الكاملة عن طريق جميع الحواس.ومن أهم أنواع محتوى الفيديوهات:محتوى تعليمي و مقابلات وغيرها .
البودكاست :
وهو المحتوى الصوتي المسموع، يشبه الراديو ولكنه متاح في جميع الأوقات للمستمعين، وأصبح صناع المحتوى يتجهون للبودكاست ويفضلونه لأنه من أنواع المحتوى الممتعة والمفيدة للمستمعين.
وعادة ما يقوم صانع المحتوى باختيار مواضيع مهمة للحديث عنها.
المقابلات:
محتوى المقابلات من الممكن أن يكون مكتوب، مسموع، أو مرئي، ويعتبر أنه محتوى تحفيزي مُلهم ومتميز، حيث يقوم صانع المحتوى باستضافة شخصيات ومحاورتهم في مجال تخصصهم، يأتي محتوى المقالات بالعديد من الأهداف:
- الإلهام.
- التحفيز.
- نشر الوعي.
- التعريف عن الشخصية.
- حوار عن قضية معينة.

القصص/ التجارب المٌحفزة:
يلين الكثير من صناع المحتوى إلى نشر هذا النوع من المحتوى وذلك لأنه يحفز جماهيرهم وهو نوع من المحتوى التحفيزي و التوعوي والترفيهي للجماهير.
هنا يقوم صانع المحتوى بنشر قصصه الخاصة أو قصص أشخاص آخرين مؤثرين.
الاقتباسات:
هذا النوع من المحتوى يستخدم من قبل جميع صناع المحتوى والجماهير، وعادة ما يكون معدل اعادة نشره عالي، فيتم وضع الاقتباسات على شكل تصاميم، أو وصف تحت الصور والفيديوهات.
لهذا النوع من المحتوى الكثير من الجماهير ويفضلونه لأنه تحفيزي وتفاعلي.
المحتوى التفاعلي مع الجماهير:
يعتمد هذا المحتوى على تفاعل الجمهور معه، هو عبارة عن التصاميم التي يتم صنعها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأشخاص أو الشركات، وتضم هذه التصاميم أسئلة، ألعاب ومواضيع تفاعلية لذلك يكون فيه معدل اعادة النشر عالي من قبل الجماهير.
يعتبر هذا النوع أنه من أنواع المحتوى التسويقي وهو مهم للشركات والمؤسسات لتفاعلهم مع جماهيرهم.
ما مميزات و عيوب المحتوى الرقمي؟
وكالعادة لكل موضوع مميزات وعيوب. إليكم أبرز مميزات وعيوب المحتوى الرقمي:
مميزات المحتوى الرقمي:
- المحتوى الرقمي يتم تحديثه بشكل مستمر: كل ما تراه يكون محدث لأغراض إعلامية كالأخبار أو تعليمية كـالمحتوى الرقمي التعليمي سواء كان ذلك من خلال وسائل الإعلام الرقمية أو التعلم عبر الإنترنت، وواحدة من أكبر مزايا الوسائط الرقمية هي عدم وجود إصدارات ورقية أو مواعيد نهائية يومية.
- لا يحتاج للطباعة: سواء كنت تتنقل إلى العمل أو تجلس في الحديقة أو تسترخي في المنزل مع الأصدقاء والعائلة بعد يوم طويل من العمل، ستتمكن دائمًا من العثور على ما تبحث عنه .
- سهولة الاستخدام: أنت لا تقتصر على ما تجده في أكشاك الصحف، لا توجد حدود للوسائط الرقمية، يمكنك أن تصل إلى جميع أنواع المحتوى التسويقي والمحتوى المعرفي من جميع أنحاء العالم دون الحاجة إلى مغادرة منزلك أو القلق بشأن اللغات المختلفة.
- المحتوى الرقمي جاذب: وذلك لأنه يجعل الجمهور يشارك في التفكير النقدي ومناقشة الموضوعات في أثناء قراءتهم للنصوص وعروض المحتوى الموجود على الإنترنت بدلاً من مشاهدة التلفزيون بشكل سلبي ودون تفاعل متبادل من الجانب الآخر.
عيوب المحتوى الرقمي:
- الوسائط الرقمية باهظة الثمن: تعد الأجهزة الرقمية عمومًا أكثر تكلفة من الأجهزة التقليدية، وقد لا يتمكن بعض الأفراد من شراء جهاز كمبيوتر أو جهاز لوحي. علاوة على ذلك، لا يعرف الكثير من الناس كيفية استخدام هذه التقنيات دون مساعدة من شخص آخر.
- العزلة: تتمثل إحدى عيوب الوسائط الرقمية في أنها يمكن أن تجعل الناس ينعزلون عن العالم الخارجي من حولهم، عندما ينجذب الجمهور للشاشات طوال اليوم، فإنهم يفقدون الاتصال بالعالم الحقيقي.
- المشكلات الصحية: تنبعث من الشاشات الرقمية أضواء، وهو أمر ضار بالعينين بسبب مدى قرب الجهاز من الوجه، كما تؤثر جلسة الأجهزة على الرقبة والظهر سلبيا.
- جرائم الإنترنت: تتمثل إحدى سلبيات استخدام الوسائط الرقمية في الجرائم الإلكترونية والضرر المادي وانتهاكات الخصوصية.
وأخيرا وكما نعلم فإن وظائف المحتوى الرقمي كثيرة ومتعددة بتعدد أشكاله وأنواعه فلكل قناة مدخل رئيسي لنوعية المحتوى والجمهور الذي سيتم تقديم ذلك إليه، فبناءًا على المتلقي يتم إعداد المحتوى فمثلا لن يناسب المحتوى الكبير والأكثر نمطيًا وذات اللغة الرسمية هؤلاء المراهقين الذين لا يزالون في طريقهم إلى مراحل الإدراك الكامل.
لذلك كان هذا المقال بمثابة مقدمة فقط للتوعية بأهمية وأنواع المحتوى الرقمي بشكل عام ولكن ولأننا شركة متخصصة في مجال تكنولوجيا التعليم وجمهورنا من المهتمين بمجال تكنولوجيا التعليم سنحاول التركيز في المقال القادم وباقي أنواع المحتوى المنشور على المحتوى الرقمي التعليمي وهو أحد أهم أنواع المحتوى الرقمي.